تفاصيل الموضوع

لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير لكم

تاريخ الموضوع : 11/10/2011 الموافق الأربعاء 22 ذو القعدة 1432 هـ | عدد الزيارات : 1136

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين

(لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير لكم)

انقطع العمل وأبى الله إلا أن يستمر الأجر، ذلك ما حدث لخير نساء العالمين عائشة بنت أبي بكر الصديق من قبل منافقي هذا الزمان وقد بين لنا كتاب الله جلا وعلا صورًا من طبائعهم وأخلاقهم ، وما جبلوا عليه من خسة ونذالة ، وتذبذب وتلون ، فهم من أشد أعداء الإسلام في الماضي والحاضر ، فهذا ديدنهم وتلك تصرفاتهم ، فالرفض والطعن و الثلب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ نبتت تلك النابتة الخبيثة في أواخر عهد الصحابة إلى يومنا هذا .فيستغلون كل حدث للوصول إلى مقصدهم الخبيث في إسقاط حملة الشريعة الإسلامية.ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، فهاهي وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة امتلأت صفحاتها بفضائل ومناقب أم المؤمنين ، فيعرف فضلها ويتضح قدرها .فهي الطاهرة المطهرة المبرأة من فوق سبع سماوات ، الفقيهة العابدة الصائمة القائمة ، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، لم يتزوج بكرًا غيرها ، ولم يحب امرأة حبه لها ولايحب صلى الله عليه وسلم إلا طيبًا ، ولم يأتيه الوحي إلا في  ثوبها، وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها، واجتمع لها من المناقب مالم يجتمع لغيرها.فلا يعلم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم امرأة أعلم منها ، فلم يشكل على أصحاب رسول الله صلى الله علي وسلم حديث فسألوا عائشة فيه إلا وجدوا عندها منه علمًا.وقد أنزل الله في حقها آيات تتلى إلى يوم القيامة قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ، لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ، لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ، وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ، إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ، وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ، يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثِلهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ، وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ، إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ، وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}سورة النور الآيات11-20 إلى أن قال:{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}  36. وقد اتفق أهل العلم على أن هذه الآيات قد نزلت في حق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في أعقاب حادثة الإفك المعروفة، وقال ابن كثير:[ أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها به بعد هذا الذي ذكر  في هذه الآية فإنه كافر لأنه معاند للقرآن] تفسير ابن كثير 4/525. وهذا المقام لايتسع لذكر محاسنها ومناقبها ، ولكن ما أود الإشارة له في هذه العجالة مقترحات لما يجب فعله إزاء هذا الحدث:1)   نشر فضائل ومناقب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمهات المؤمنين ، وبيان عقيدة أهل السنة والجماعة فيهم.2)   بيان عقائد الرافضة والمنافقين في الصحابة وأمهات المؤمنين على وجه العموم ،،وذلك لأن رافضة اليوم أخطر على الإسلام من شيعة الأمس، نظراً لما يمتلكون من وسائل حديثة في نشر أباطيلهم.3)   أن لا يقتصر التعليم في تدريس سيرة الصحابة وأمهات المؤمنين على السيرة فقط ؛ بل لابد من  التعرض لعقيدة أهل السنة فيهم ، وكذا عقائد الشيعة فيهم . 4)   عند تدريس أحاديث النفاق لطلاب المدارس والجامعات لايركز على المعاني العامة فقط ؛ بل لابد من بيان خصالهم ومكائدهم للإسلام والمسلمين وخاصة ماحدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكيف فضح القرآن تلك المكائد وخلاصة الأمر أن سب الرافضة لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها واتهامها في عرضها ،هو تكذيبٌ صريحٌ لكلام رب العالمين في تبرئتها، وطعنٌ في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شك وما وقع من رافضي لندن من النيل من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، يبين بوضوح وصراحة أكذوبة التقريب بين الرافضة والسنة.فقد كانت وحدة الكلمة والصف هي ديدنهم في تلك الدعوى ، ولكن تلك الدعوى بان عورها واتضحت معالمها حين صرح ذلك الخبيث بتلك التصريحات وأقام هو ومن معه تلك الاحتفالات ، وكان في اعتقادهم أن الباطل سينتصر والحق سيندثر وبفضل الله ومنته انتصر الحق ،وانهزم الباطل ورد الله كيدهم في نحورهم فنحمد الله حمد الشاكرين ، وصلى الله وسلم على سيد المرسلين.  

إعداد : زينب القصير

Bookmark and Share

إضافة التعليق