تفاصيل الموضوع

مصادر التلقي عند أهل الأهواء

تاريخ الموضوع : 18/10/2011 الموافق الأربعاء 22 ذو القعدة 1432 هـ | عدد الزيارات : 2778

مصادر التلقي عند أهل الأهواء

تعددت مصادر الدين عند أهل الأهواء ، من الرأي والعقل ، والأوهام ، والظنون ، والذوق ، وإيحاء الشياطين ، وآراء الرجال ، والفلسفات،والروايات الضعيفة والمكذوبة ، وما لا أصل له كدعوى الكشف والعلم اللدني ، والتلقي عن مصادر وهمية ومجهولة ، والتلقي عن الأمم الضالة والفرق الهالكة.
أهل السنة متفقون في ثوابت الدين بخلاف أهل البدع ، فإنهم لا يوافقون أهل السنة في الأصول أو بعضها ، كما أنهم لا يتفقون على أصولهم ، بل كل حزب بما لديهم فرحون ، بل إن الفرقة الواحدة منهم لا يتفق أفرادها على أصل كل الاتفاق .
أما عند أهل السنة " بحمد الله " فهم يتفقون على أصول العقيدة .
ومع أن الفرق الأولى " الشيعة والخوارج ثم القدرية " نشأت في عهد الصحابة إلا أنهم كانوا خصومها كلهم ، ولم يكن أحد منهم يتهم بشيء من الأهواء ( حاشاهم ) ومن زعم شيئا من ذلك فقد افترى ؛ فالصحابة لم يحدث منهم افتراق ولا بدع ، فلم يحدث من أحد منهم أن قال ببدعة أو فارق الجماعة ، ولم يكن أحد منهم من أهل البدع  المشهورة : كالخوارج والروافض والقدرية والمرجئة .
يقول ابن القيم :
" وقد تنازع الصحابة - رضي الله عنهم - في كثير من مسائل الأحكام ، وهم سادات المؤمنين ، وأكمل الناس إيمانا ، ولكن بحمدالله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال "
وكل المسائل التي تنازع فيها الصحابة كانت من قبيل الاجتهادات والأحكام ، ولم تؤد إلى الفرقة ولا المنازعة بينهم .
ما تزعمه بعض الفرق من أن بعض الصحابة كانوا على مذهبها فهو محض باطل وبهتان. كما زعمت الرافضة أن عليا والحسن والحسين وسلمان والمقداد على مذهبها وهو محض افتراء. وكما زعمت المعتزلة أن ابن عمر والصحابة الذين اعتزلوا الفتنة منهم وهو كذب . وكما زعمت الصوفية أن أهل الصفة كانوا على مذاهبها وأحوالها وأنها امتداد لهم ، وهذا بهتان عظيم .
أ . د / ناصر بن عبدالكريم العقل

Bookmark and Share

إضافة التعليق