تفاصيل الموضوع

بيان الجمعية عن غدرة أهل الضلال

تاريخ الموضوع : 4/9/2009 الموافق الثلاثاء 14 ذو القعدة 1432 هـ | عدد الزيارات : 1072

بيان الجمعية عن غدرة أهل الضلال

بسم الله الرحمن الرحيم

((إن الله يدافع عن الذين آمنوا))

إن الله ذو الرحمات والمنة والتكرمات يُرينا في هذه البلاد أوجهاً عديدةً لنعمه وجوده وإحسانه وطرائق متنوعةً لحفظه ورعايته لولاة هذه البلاد وقادتها وشعبها وقاطنيها، فالحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً.

وإن الخبر الذي ذهل له القاصي والداني وهو المحاولة الغادرة الفاشلة من فئة الضلال وخوارج العصر الذين أرادوا الفتك بأحد كبار رموز الأمن في بلادنا وهو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية ولكن الله لهم بالمرصاد، أبطل غدرهم وأفشل خطتهم ورد كيدهم في نحرهم وتحقق لنا قول الله تعالى: ((إن الله يدافع عن الذين آمنوا)) وتحقق فيهم قول الله تعالى ((إن الله لا يصلح عمل المفسدين)) وقوله تعالى: ((ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله)).

فالحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه أن سلم لنا أمير الأمن وابن أميره ونهنؤه بالسلامة ونسأل الله أن يجعلها له سلامة دائمة ، كما نهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكذلك ولي العهد الامين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، والأسرة الكريمة عموما، والشعب السعودي على سلامة سمو الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية.

ولايفوتنا هنا أن نبين:  

أن هذه المحاولة الغادرة والأسلوب الخائن للفتك بسمو الأمير محمد بن نايف ما هو إلا منهج أهل الطغيان والبغي والعدوان من بداية ظهور هذه الفئة المنحرفة التي هي مطية لأعداء الإسلام وسيف من سيوفهم في وجه أهل الحق، فلا ننسى ولا ينسى المسلمون غدرة عبد الرحمن بن ملجم المرادي ورفاقه أهل الضلالة برؤوس المسلمين من الصحابة في زمنهم حيث تواعدوا على الفتك بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص رضي الله عنهم، فأصابوا بقدر سابق من الله عز وجل خير الثلاثة وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ونجا الآخران. فهذا أسلوبهم وهذه طريقتهم، وهي طريقة الغادرين والمفسدين.

ومن هنا فإن الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب ترغب إلى هذه الدولة المباركة الاستمرار في منهج المحاربة لأهل الطغيان والعدوان وأخذهم بالأسلوب الأنجع من الدعوة إلى الحق بالقرآن والبيان، والملاحقة والمتابعة لمن طغى وبغى بالسيف والسنان حتى يقضى على شرهم ويجتث جذور بلائهم.

ولا يخفى على هذه الدولة المباركة القاعدة العريضة والتي تتسع لتشمل جميع أبناء هذا الوطن بأنهم جنودها وسيوفها ولسانها ورصيدها الذي لا ينضب بإذن الله في مواجهة كل عدو ومتربص بهذه الأمة إلا من شذ من هذه الفئة.

فسيروا يا حماة هذه البلاد ونحن معكم قلباً وقالباً.

 ونستغل هذه المناسبة بأن ندعو أعضاء الجمعية جميعاً إلى بذل المزيد من الجهود في مواجهة الفكر الضال المؤسس لمثل هذه الأعمال وإعلان انحراف هذه الفئات عن المنهج الذي رضيه الله له ديناً ولعباده من المسلمين والمؤمنين مسلكاً وجعله هو الطريق الوحيد للنجاة والفلاح في الدينا والآخرة.

ونحضهم على كشف تلاعب هؤلاء المفسدين بالألفاظ وجنايتهم على الدين والأمة بتأسيس الأحزاب التي غاية وجودها هو هذه الأعمال المسيئة التي تعود على الأمة كلها وبالاً وخسراناً، وأن صلاح الأمة واستقامتها إنما يكون بلزوم المنهج الحق منهج السلف الصالح في جميع القضايا والأحوال وأهم ذلك في الوقت الحاضر مسائل التكفير والولاء والبراء والجهاد والولاية في الإسلام وحقوق ولاة الأمر والدولة المسلمة.

فإن دعاة الباطل يلبسون الحق بالباطل في هذه المسائل فيذكرون عمومات ينزلونها على الواقع ويستخلصون بناء على ذلك حكماً عاماً ينزلونه على الخاص، وقد يبتدعون من عقولهم قضية عامة وهمية أو لا يمكن تحقيقها في الواقع المعاصر ثم يجعلونها هدفاً يسعى إلى إيجاده واقعاً وهو مستحيل في الواقع المعاصر، ومن ذلك دعواهم إيجاد الخلافة الإسلامية العامة التي ينضوي تحتها عامة المسلمين وأن المسلمين عليهم السعي إلى إيجادها وتحقيقها واقعاً.

ثم في سبيل التحقيق يطأون بأقدامهم جميع نصوص الشرع الأخرى التي تتعلق بواقع المسلمين من وجوب طاعة الولاة وحرمة الخروج عليهم وحرمة دماء المسلمين وحرمة فتح أبواب الشر عليهم وحرمة نكث البيعة ونقضها وحرمة تشويه صورة الإسلام والمسلمين وحرمة أعراض المسلمين – إلى غير ذلك من مسلسل الوقوع في المحرمات الكبار والعظام في سبيل ادعاء غاية موهومة ولا يمكن تحقيقها بحال في الواقع المعاصر ليس يأساً وافتئاتاً على قدرة الله عز وجل، وإنما حسب الحال والواقع. ولكن لا يختلف اثنان من المسلمين في أن جعل غاية خطيرة كهذه تكون باباً واسعاً لارتكاب المحرمات السابق ذكرها وضرب المسلمين بعضهم ببعض وفتح لأبواب الشرور السابقة وإلى تكوين الأحزاب الدموية وركض إلى الرئاسات الدنيوية وتدخل لأعداء الإسلام في الظاهر والباطن في شؤون المسلمين واستغلالهم للراغبين في الرئاسات لتحقيق مقاصدهم وغاياتهم في المسلمين.

فليعِ المسلمون عموماً سواء كانوا ولاة أو علماء أو طلاب علم وجميع أصناف المسلمين خطورة هذه الدعوات، ولينظر أتباعُها ومروجوها في عواقبها وتبعاتها ويتأملوا في نتائج مثل هذه التصرفات الخطيرة والدعوات المؤسسة للعداوة بين الحكام والشعوب وليعلموا أن الخوارج السابقين لم يكن لهم هدف إلا تأسيس الخلافة الإسلامية التي يرون، وهدم الخلافة القائمة التي لا يرون إسلاميتها ولكن الله أفشل خططهم ورد كيدهم ولم يرفع لهم راية ولم يحقق لهم هدفاً، ولكنهم أفسدوا وأضروا بالإسلام والمسلمين بأكثر مما أضرهم به أعداؤهم في تلك الفترات.

وها هو الخطأ يتكرر ويرتكب مرة أخرى ولكن من قبل من يزعمون أنهم من أهل السنة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والله نسأل أن يحفظ حكام هذه البلاد وولاة أمرها وأهلها وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا وأن يدحر عدونا ويجعل تدميره في تدبيره وأن يصلح ضال المسلمين ويرشد غاويهم وأن يهيئ للجميع من أمرهم رشدا.

Bookmark and Share

إضافة التعليق