تفاصيل الموضوع

كلمة معالي مدير الجامعة الإسلامية. الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالله السند في ندوة “الحكمة في تجديد الخطاب الدعوي

تاريخ الموضوع : 6/4/2014 الموافق الأحد 6 جماد الثاني 1435 هـ | عدد الزيارات : 1731
والتي أقامها كرسي سماحة الشيخ ابن باز لدراسات الحكمة في الدعوة في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة (11/5-12/5/1435)

(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله. إلى الله, لا إلى منهج, ولا إلى جماعة, ولا إلى حزب, إنما إلى الله خالصة لله وحده سبحانه وتعالى)

بسم الرحمن الرحمن, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, صاحب المعالي الشيخ الدكتور الفقيه عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب المسجد الحرام, أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة, أيها الإخوة والأخوات سلام الله  عليكم ورحمته وبركاته, وحياكم الله وأهلا وسهلا بكم في رحاب الجامعة الإسلامية, هذه الجامعة العظيمة المباركة القوية الفتية التي أنشأتها المملكة العربية السعودية منارة خير وإشعاع هدى, وشمس مشرقة لهذه البلاد في العالم كله, لا يزال الناس من أبناء المسلمين يتفيئون ظلال هذه الجامعة المباركة علما وتوجيها وحكمة ودعوة وتأصيلا, هذه الجامعة المباركة الجامعة الإسلامية أنشأها جلالة الملك سعود بن عبد العزيز غفر الله له, وقاد مسيرتها سماحة الإمام الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله , وقاد هذه الجامعة وأدارها شيخ الإسلام في زمانه وإمام أهل السنة في عصره الإمام الموفق عبد العزيز بن عبد الله بن باز غفر الله له مغفرة واسعة, وقاد هذه الجامعة خير قيادة وأسسها على تقوى من الله ورضوان, هذه الجامعة مضرب المثل في القوة والتميز في علوم الشريعة من كتاب الله وسنة نبيه r والدعوة إلى الله على بصيرة وهدى ونور, وعلوم اللغة العربية والعلوم الأخرى؛ فأصبحت هذه الجامعة مهوى أفئدة كثير من أبناء المسلمين, يرون الالتحاق والانتساب لهذه الجامعة من أعظم الشرف الذي يطلبونه, ولا غرو فإن هذه الجامعة في رحاب المملكة العربية السعودية, وفي طيبة الطيبة, في مدينة محمد r, ولذلك فالتميز يتلوه التميز, والتفوق يتبعه التفوق, هذه الجامعة التي تلقى العناية الكبيرة والاهتمام البالغ من خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه الذي يولي هذه الجامعة العناية الخاصة بها, والتوجيه والتسديد, وإننا في هذه الجامعة لنرفع أكف الضراعة للمولى جل جلاله أن يطيل عمره على الطاعة والإيمان, وأن يزيده هدى وتوفيقاً على ما تلقاه هذه الجامعة من تشجيعه ودعمه ومؤازرته, وفقه الله ورعاه ولسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز ولسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبد العزيز حفظهما الله جميعا. هذه الجامعة تحظى أيضا باهتمام بالغ من معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري, وتوجيهاته السديدة ودعمه المتواصل لهذه الجامعة الجامعة الإسلامية. أيها الإخوة إن الدعوة إلى الله من أعظم المهمات لأهل الإيمان, هذه المهمة العظيمة هي مهمة الرسل, وهي سبيل النبي محمد r(قل هذه سبيلي  أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). الدعوة إلى الله هي سبيل أهل الإيمان,,هي منهج هذه البلاد وقادة هذه البلاد وعلماء هذه البلاد وطلبة العلم في هذه البلاد, وأيضا الدعوة إلى الله هي ما يتعلمه أبناؤنا الذين يفدون إلى هذه الجامعة, ولوأخذت جنسية كل طالب في هذه القاعة فقط؛ لرسمت أمامك خريطة العالم, هذه الجامعة تحوي بين جنباتها أكثر من مئتي جنسية, من كل بلد ومن كل دولة, أتوا إلى هذه الجامعة ليتفيئوا من ظلالها, ولينهلوا من علومها, ولكن الدعوة لا بد أن تكون أولا لله,  (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله). إلى الله, لا إلى منهج, ولا إلى جماعة, ولا إلى حزب, إنما إلى الله خالصة لله وحده سبحانه وتعالى, الدعوة اليوم لبست ألبسة مزيفة, في كثير من الأحوال يدعى إلى الأحزاب, وإلى الجماعات, وإلى الآراء السياسية, والتوجهات الإقليمية بدعوى الدعوة إلى الله, وهي كذب وزور وبهتان, إنما أرادوا مطامع الدنيا وتحصيل مقاصدهم ومآربهم الدنيوية؛ السياسية أو الإقليمية أو الحزبية التي تفرق ولا تجمع, وتبعد عن المنهج الأصيل والصحيح المؤسس على كتاب الله وسنة نبيه r, وهو الذي قامت به هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية؛الدعوة إلى الله لا إلى منهج دخيل, ولا إلى حزب ولا إلى جماعة من الجماعات, وإنما الدعوة إلى الله على بصيرة, وعلى هدى, وعلى نور, لا يراد بذلك تحقيق المطامع الدنيوية والأغراض السياسية.المملكة العربية السعودية رائدة في ذلك, ثم جاء ذلك صريحا واضحا جليا في خطاب وتوجيه قائدنا خادم الحرمين الشريفين في الأمر الملكي الكريم الأخير الذي وضح الأمر خير تجلية, وأبان الأمور ووضع الأمور في نصابها, ثم جاء أيضا بيان وزارة الداخلية لتحديد الجهات والمنظمات الإرهابية وتجريم الانتماء إليها, والتعاطف معها ودعمها بأي صورة من صور الدعم والتأييد والتعاطف أو الانتماء أو الدعوة إليها ونحو ذلك بأوضح صورة  في بيان واضح جلي يؤكد ما قامت عليه هذه البلاد أنها قامت على منهج واضح من كتاب الله وسنة نبيه r, فنسأل الله عز وجل أن يحفظ هذه البلاد وبلاد المسلمين من الفتن كلها, وأن يجعلنا في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية أن يجعلنا هداة مهتدين, متحدين على كتاب الله وسنة نبيه r تحت قيادة إمامنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه, هكذا يقوم الإسلام, فلا إسلام إلا بجماعة, ولا جماعة إلا بإمامة, ولا إمامة إلا بالسمع والطاعة, فالسمع والطاعة لولي الأمر من مقتضيات حفظ هذا الدين, وبقاء هذا الدين العظيم, فإنه إنما يكون الإسلام إذا سمع وأطيع للإمام, أما إذا كانت الأمور فوضى وكل أخد برأيه وتخرجت الأجيال على الآراء والتوجهات فإن ذلك مدعاة للفتن والقلاقل والشرور.

وبلاد المملكة العربية السعودية إنما هي بلاد قامت على الشريعة, وحافظت على ذلك, هي رائدة التضامن الإسلامي, وهي التي تهب إلى قضايا المسلمين في كل مكان؛ لكنها تعتز بوحدتها ولحمتها, وأنها ترعى هذا الدين, لا تساوم عليه أبدا, فنسأل الله مزيد التوفيق لهذه البلاد وقادتها وأبنائها ولإخواننا المسلمين في كل مكان, وأنا أقول في هذا المقام: إننا ما رأينا من أبنائنا الطلاب في هذه الجامعة إلا المحبة والولاء لهذه البلاد وقادتها ومنهجها, فنحمد الله U, هم رسل وسفراء هذه البلاد إلى كل بلاد الدنيا, وإنك أينما تذهب في أي بلد تحل فيه إنما تجد رسل هذه البلاد وسفراء هذه البلاد يحملون منهجها, والحب والولاء لهذه البلاد وقادتها وأبنائها وشعبها, أسأل الله للجميع التوفيق, وأشكر بهذه المناسبة صاحب المعالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس الذي على هذه المدة اليسيرة التي قامت على ستة اشهر في هذه الجامعة منذ أن دخلتها أجد أخي دائما مؤيدا ومشجعا ومتواصلا؛ فله مني خالص الدعاء وأجزل الشكر وأن يجزيه الله عني خيرا, وعن الجامعة الإسلامية, وليس بمستغرب عليه  هذا التفاعل والتواصل مع هذه الجامعة العريقة, ولأصحاب المعالي والفضيلة والسعادة ولأبنائنا الطلاب ولأخواني الذين حضور وشاركوا في هذه الندوة المباركة, أسال الله عز وجل لهم التوفيق والسداد, واشكر في هذه المناسبة من قام على هذه الندوة إعدادا وتنظيما ومتابعة وعلى رأسهم فضيلة أخي وزميلي الأستاذ الدكتور إبراهيم العبيد وفضيلة أخي وزميلي الأستاذ الدكتور عبد الكريم العمري وللإخوة العاملين في الكرسي, أسأل الله للجميع التوفيق وللجان العاملة التي عملت للإعداد والتنظيم والمتابعة لهذه الندوة, وفق الله الجميع, وصلى الله وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.    

Bookmark and Share

إضافة التعليق