تفاصيل الموضوع

تمييز مذهب الأشعري عن غيره

تاريخ الموضوع : 19-02-2018 الموافق الإثنين 4 جماد الثاني 1439 هـ | عدد الزيارات : 2103

تمييز مذهب الأشعري عن غيره


      ما من طائفة إلا ولها ما يميزها عن غيرها فمن خلال معرفة هذا المميز نستطيع أن نحدد هذه الطائفة عن الطوائف الأخرى ويمكننا أن نقول فلان منها فنقول فلان معتزلي أو رافضي أو قدري أو ليس منها
     فالمرجئة يميزهم إخراج العمل عن مسمى الإيمان والرافضة يميزهم سب الصحابة وهكذا سائر الطوائف.

     والذي يميز مذهب الأشعري وابن كلاب عن المذاهب الأخرى ويتفرد به عن غيره هو إنكار صفات الله المتعلقة بمشيئته مثل الرضى
والغضب والنزول والرحمة...إلخ فقط دون الصفات الذاتية مثل العلو والحياة والقدرة والسمع والوجه واليدين.... فهم يثبتونها لله عز وجل. 

وبهذا يعرف الرجل بأنه على مذهب ابن كلاب والأشعري بنفيه للصفات المتعلقة بالمشيئة. 

     فإذا كان أحدٌ يقرّ بصفة العلو أو الكلام أو اليدين ونحوها من الصفات الذاتية، ينظر قوله في النزول أو الرضا أو المحبة أو نحوها من الصفات الاختيارية، فإن أقر بأنها متعلقة بمشيئة الله فقال: بأن الله ينزل متى شاء ويرضى متى شاء وأنه إذا شاء غضب وإذا شاء لم يغضب فهو من أهل السنة.

وأما إن تأولها أو جعلها من الصفات اللازمة بأن قال : أثبتها لكن لا تتعلق بمشيئة الله . فهذا على مذهب ابن كلاب والأشعري ولا يصح أن ينسب إلى أهل السنة.

     وهذا المميز لمذهب الأشعري وابن كلاب يصفه شيخ الإسلام ابن تيمية في مؤلفاته بأنه أصل ابن كلاب الذي فارق فيه أهل السنة. 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فلما كان من أصل ابن كلاب ومن وافقه كالحارث المحاسبي وأبي العباس القلانسي والقضاة أبي بكر بن الطيب وأبي يعلى بن الفراء وأبي جعفر السمناني وأبي الوليد الباجي وغيرهم من الأعيان كأبي المعالي الجويني وأمثاله وأبي الوفاء ابن عقيل وأبي الحسن بن الزاغوني وأمثالهما أن الرب لا يقوم به ما يكون بمشيئته وقدرته ويعبرون عن هذا بأنه : لا تحله الحوادث ووافقوا في ذلك للجهم بن صفوان وأتباعه من الجهمية والمعتزلة صاروا فيما ورد في الكتاب والسنة من صفات الرب عز وجل على أحد قولين :
إما أن يجعلوها  كلها مخلوقات منفصلة عنه ... وإما أن يجعلوا جميع هذه المعاني قديمة أزلية ويقولون نزوله ومجيؤه وإتيانه وفرحه وغضبه  ورضاه ... ونحو ذلك قديم أزلي " . 

     شرح حديث النزول ٢٢٥ - ٢٢٧.  الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية ٥/ ٤١١ - ٤١٢. 

وانظر: درء تعارض العقل والنقل ٢ / ٦، ١٢، ١٨ 
٧ / ٩٧.  شرح الأصبهانية: ٣٧٤ - ٣٧٥.  ٤٩٩ - ٥٠١ 

     ومن غير الممكن أن نجعل المميز لمذهبهم قولهم في القدر أو الإيمان أو الموقف من الكتاب والسنة لأن هذا ليس خاصاً بهم بحيث ينفردون به عن غيرهم بل بعضهم يوافق أهل السنة في هذه المسائل. 

صالح بن محمد العقيل

الجامعة الإسلامية -  كلية الدعوة وأصول الدين - قسم العقيدة.  
DSALIHALAGEEL@GMAIL.COM 

 

Bookmark and Share